شكّلت الذكرى السنوية العشرون لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (اتفاقية المنظمة الإطارية) موضوع الفعالية الخاصة التي أُقيمت على هامش انعقاد اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن الأمراض غير المعدية (غير السارية) والصحة النفسية في نيويورك هذا الأسبوع.
وركزت الفعالية، التي نظمتها هيئة بحوث السرطان في المملكة المتحدة والتحالف العالمي لمكافحة التبغ بالتعاون مع أمانة اتفاقية المنظمة الإطارية وتحالف مكافحة الأمراض غير السارية، على اتفاقية المنظمة الإطارية بوصفها مخططاً للتعاون بين عدة أطراف وأداة فعالة لمكافحة الأمراض غير السارية. وتبادل المتحدثون آراءهم بشأن الكيفية التي يمكن بها الاسترشاد بالعبر المستخلصة من مكافحة التبغ في تنفيذ استراتيجيات الوقاية من الأمراض غير السارية وتسريع وتيرة تنفيذها على نطاق أوسع في جميع أنحاء العالم.
وتحدث السيد أندرو بلاك رئيس الفرقة التابعة لأمانة اتفاقية المنظمة الإطارية والمعنية بتقديم المساعدة المباشرة للأطراف قائلاً: "إن اتفاقية المنظمة الإطارية مثال قوي على ما يمكن تحقيقه عندما تتضافر جهود المجتمع الدولي من أجل مكافحة وباء التبغ العالمي."
وأضاف بالقول: "بينما نتطلع إلى عقد الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الأطراف في جنيف خلال هذا العام، فإن هذه الذكرى السنوية هي لحظة حاسمة الأهمية لتجديد الالتزام بمعاهدات الصحة العالمية والاستفادة من قصة النجاح هذه لإلهام الجيل المقبل بشأن العمل في مجال مكافحة الأمراض غير السارية وتسريع وتيرة إحراز التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة."
وقدم الخبراء سلسلة من العروض أثناء إقامة الفعالية التي عقد فيها المتحدثون أيضاً جلسة أسئلة وأجوبة شيقة. واستعرض السيد بلاك رحلة المعاهدة على مدى العقدين الماضيين ودورها بوصفها أداة لتسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأشار كذلك إلى تأثيرها الكبير على تقليل معدلات تعاطي التبغ وحماية أرواح الملايين.
كما سلط ممثلون عن تحالف مكافحة الأمراض غير السارية ومنظمة الصحة العالمية وهيئة بحوث السرطان في المملكة المتحدة الضوء على الصلة الحاسمة الأهمية بين مكافحة التبغ وبرنامج العمل الأوسع نطاقاً لمكافحة الأمراض غير السارية. وناقش المتحدثون كيف أن التدابير الناجحة المتخذة وفقاً لاتفاقية المنظمة الإطارية، مثل فرض الضرائب على التبغ، تقدم عبراً قيمة لمعالجة سائر عوامل خطر الإصابة بالأمراض غير السارية.
ومن جهته، شدد السيد أليكس رايت، رئيس إدارة السياسات والبرامج العالمية في هيئة بحوث السرطان في المملكة المتحدة، على الكيفية التي توفر بها اتفاقية المنظمة الإطارية إطاراً قيماً بشـأن تعاون المجتمع المدني في مكافحة التبغ. كما قدم السيد رايت أمثلة على العمل الشعبي الذي تموله هيئة بحوث السرطان في المملكة المتحدة، مشيراً إلى أن هذه الشراكات ستكتسي أهمية حاسمة في السنوات القادمة، إذا أراد مجتمع مكافحة الأمراض غير السارية أن يستفيد من الالتزامات المقطوعة بموجب الإعلان السياسي لعام 2025.
واختُتمت الفعالية بتوجيه دعوة إلى العمل من السيدة ليزلي راي فرات، المديرة التنفيذية للتحالف العالمي لمكافحة التبغ، التي أكدت على الحاجة الملحة إلى الاستفادة من قصص النجاح التي تحققها اتفاقية المنظمة الإطارية. وأكد الاحتفال مجدداً على الحاجة إلى مواصلة التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية للتصدي للأمراض غير السارية وضمان تمتع الجميع بمستقبل أوفر صحة.
وتحدثت السيدة راي فرات قائلة: "يواصل المجتمع المدني أداء دور أساسي في التقدم الذي تحرزه اتفاقية المنظمة الإطارية، ولكن مع اقتراب موعد انعقاد الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الأطراف واستمرار إسهام الأمراض غير السارية في تفاقم العبء الصحي العالمي، لا يزال هناك الكثير الكثير من الأعمال التي يلزم إنجازها. ومن الضروري تعزيز التعاون وتوفير التمويل المستدام لضمان الاستمرار في إحراز التقدم في مكافحة التبغ والوقاية من الأمراض غير السارية."