اتفاقية المنظمة الإطارية تحثّ الأطراف على حظر المكونات المستخدمة لزيادة جاذبية منتجات التبغ واستساغتها

30 أيار/مايو 2025
بيان صحفي
Reading time:

بمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، توجه أمانة اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (اتفاقية المنظمة الإطارية) دعوة إلى حظر ومنع المكونات المستخدمة لزيادة جاذبية منتجات التبغ واستساغتها مثل المُحليات والنكهات. فهذه المنتجات مصممة لاستدراج الأطفال والشباب إلى الإدمان، مما يعرض صحتهم ومستقبلهم للخطر.

ويبرز موضوع اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لهذا العام، "فضح زيف المغريات: كشف أساليب دوائر صناعة التبغ ومنتجات النيكوتين"، الإقرار المتزايد بأن منتجات النيكوتين الجديدة ليست بدائل حميدة أو أفضل من الناحية الصحية، بل إنها مصممة لاستدراج الشباب تحديدا والإيقاع بهم في براثن الإدمان.

وقالت الدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو، رئيسة أمانة اتفاقية المنظمة الإطارية، "لدوائر صناعة التبغ والنيكوتين سجل طويل ومريع في التسويق الشرس للمنتجات الضارة، خاصة في أوساط الأطفال والشباب".

وأضافت قائلة ”دوائر الصناعة هذه تستغل الشباب وتستدرجهم إلى الإدمان بإغرائهم بنكهات حلوة وتغليف براق ورسائل مضللة. وقد تزيد هذه التكتيكات من جني الأرباح، لكنها على حساب صحة الإنسان التي تتكبد تكلفة مدمرة – ولهذا يجب أن نتصرف بشكل عاجل وبحزم لوقفها".

ويفتك التبغ بأرواح ملايين الأشخاص سنوياً، ويشكل انتشار منتجات النيكوتين الجديدة تهديدات جديدة، خاصة للشباب الذين يتعرضون للإدمان بأساليب جديدة خبيثة.

ومن أكثر الأساليب فعالية وخطورة التي تنتهجها دوائر الصناعة استخدام النكهات. فمن المنثول إلى المانجو، تجتذب هذه النكهات متعاطين جددا للنيكوتين، لا سيما في أوساط المراهقين، وتخفي فظاعة التبغ، مما يسهل البدء في تعاطي منتجاته والاستمرار في تعاطيها ويسهم في بدء تعاطيها والاستمرار في تعاطيها لأمد طويل.

وفيي أوائل عام 2010، أقرت الأطراف في اتفاقية المنظمة الإطارية بهذه المخاطر الجسيمة، وأوصت بحظر أو تقييد المكونات التي تزيد من جاذبية منتجات التبغ واستساغتها، مثل المحليات والنكهات.

وقد حظر أكثر من 50 بلداً منتجات التبغ المنكهة. بيد أنه على الرغم من التقدم المحرز، لا تزال الأطراف في الاتفاقية تواجه تحديات في تنفيذ التدابير تنفيذا كاملا، ولا يزال التقدم المحرز متفاوتا بين البلدان، لا سيما فيما يتعلق بحظر أو تنظيم إضافة النكهات إلى المنتجات.

وتتيح اتفاقية المنظمة الإطارية معاهدة ملزمة قانونا بشأن مكافحة التبغ، وهي أول معاهدة للصحة العامة جرى التفاوض عليها بإشراف من المنظمة. وتشمل المواد الرئيسية في هذا الصدد ما يلي:

  • المادة 9 (تنظيم المحتويات): تمكّن الحكومات من تنظيم المكونات، بما في ذلك النكهات، التي تزيد من استساغة التبغ وإدمانه.
  • المادة 10 (الإفصاح عن مكونات المنتجات): تنص على الإفصاح الكامل عن المكونات، مما يعزز الشفافية ويساعد على تطبيقها.
  • المادة 13 (الإعلان والترويج والرعاية): تقضي بفرض حظر شامل على الإعلانات، بما في ذلك على المنصات الرقمية ووسائل الإعلام الترفيهية.
  • المادة 16 (البيع للقاصرين ومن قبلهم): تفرض قيودا على إتاحة التبغ للشباب، بما في ذلك تحديد سن الشراء وحظر البيع قرب المدارس.

والتنظيم وحده غير كافٍ. وينطوي تنفيذ المادة 5-3 من الاتفاقية، التي تتناول تدخل دوائر الصناعة، على أهمية حاسمة. وتقتضي هذه المادة والمبادئ التوجيهية لتنفيذها من الأطراف حماية سياسات الصحة العامة من المصالح التجارية لدوائر صناعة التبغ، والحث على رفض الشراكات معها، ومقاومة الضغوط التي تمارسها، وإبقاء دوائر صنع القرار بعيدة عن تأثيرها.

وتُحَث الأطراف أيضا على:

  • حظر النكهات في جميع المنتجات، بما في ذلك ملحقات نكهات ما بعد البيع.
  • الإصرار على التغليف البسيط والحد من عناصر تصميم المنتجات الجاذبة للشباب.
  • تطبيق حظر على الإعلانات يشمل وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق على منصات المؤثرين والترفيه.
  • الحرص على خلو الأماكن العامة من التبغ والنيكوتين لحماية غير المستخدمين ونبذ التطبيع مع استخدام منتجات التبغ.
  • ترسيخ إنفاذ القيود العمرية وتنظيم عمليات البيع والتوصيل عبر الإنترنت.

وأردفت الدكتورة بلانكو ماركيزو قائلة ” تتجاوز هذه المشكلة نطاق السياسة العامة – فهي تتعلق بحماية أطفالنا وأسرنا ومجتمعاتنا من المنتجات المصممة للإدمان والقتل. وقد تتطور تكتيكات دوائر الصناعة هذه، ولكن يجب أن تظل عزيمتنا راسخة. وتتيح اتفاقية المنظمة الإطارية وقرارات مجلسها الرئاسي خارطة طريق. وتمكننا من الأدوات اللازمة لفضح زيف جاذبية دوائر صناعة التبغ وإيقاف تكتيكاتها وتغليب الصحة على جني الربح. بيد أن هذا المسعى يتطلب مشاركة الجميع – أي الحكومات وصانعي السياسات والدعاة والآباء والأمهات والشباب - لتحويل هذه الرؤية إلى واقع. علينا أن نتخذ إجراءات عملية الآن.“

ملاحظات للمحررين

اتفاقية المنظمة الإطارية هي أول معاهدة للصحة العامة جرى التفاوض عليها بإشراف من المنظمة وتضم 183 طرفاً، أي ما يغطي 90% من سكان العالم. وتتيح المعاهدة إطاراً قانونياً ومجموعة شاملة من تدابير مكافحة التبغ المسندة بالأدلة والمرتكزة على القانون الدولي التي كان لها في الفضل في إنقاذ أرواح ملايين البشر، بما في ذلك التحذيرات الصحية المصورة الكبيرة على علب السجائر، وقوانين حظر التدخين وزيادة الضرائب على منتجات التبغ، وتدابير أخرى عديدة. 

ويهدف هذا الاحتفال السنوي باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ إلى إطلاع عامة الجمهور على مخاطر تعاطي التبغ، والممارسات التجارية لشركات التبغ، وما تقوم به منظمة الصحة العالمية لمكافحة وباء التبغ، وما يمكن أن يفعله الناس في جميع أنحاء العالم لإعمال حقهم في الصحة والعيش الصحي وحماية الأجيال القادمة.

وقد استحدثت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ في عام 1987 للفت انتباه العالم إلى وباء التبغ وما يسببه من وفيات وأمراض يمكن الوقاية منها. وفي عام 1987، أصدرت جمعية الصحة العالمية القرار ج ص ع40-38 الذي يدعو إلى إعلان يوم 7 نيسان/أبريل 1988 ”يوما عالميا للامتناع عن التدخين“. وفي عام 1988، اعتُمد القرار ج ص ع42-19 الذي يدعو إلى الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 31 أيار/مايو من كل عام.