الكلمة الافتتاحية التي أدلت بها الدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو، رئيسة أمانة مؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ

أمام الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ

5 شباط/فبراير 2024

فخامة الرئيس لاورنتينو كورتيزو ،

معالي وزير الصحة في بنما الدكتور لويس فرانسيسكو سوكر،

رئيسة مؤتمر الأطراف في اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ السيدة زاندي دالاميني ،

الوزراء ورؤساء الوفود الموقَّرون،

المشاركون الأعزاء،

أتقدم بأطيب التحيات والشكر الخالص لكل من أسهم في تحقيق هذا الحدث في مدينة بناما الرائعة والمضيافة.

هذا هو أول اجتماع حضوري لمؤتمر الأطراف منذ ست سنوات – وهو أول اجتماع يعقد منذ جائحة كوفيد-19 وتستضيفه دولة طرف في الاتفاقية منذ الدورة السابعة لمؤتمر الأطراف التي عقدت في الهند قبل ثمانية أعوام.

كما أنه يمثل سابقة أخرى، فبالنسبة لي هذا أول مؤتمر أطراف أشارك فيه حضورياً بصفتي رئيسة أمانة الاتفاقية،   .

ولأن هذه الدورة هي العاشرة لمؤتمر الأطراف – الذي يُعقد بعد 20 عاماً من اعتماد جمعية الصحة العالمية للاتفاقية وبعد 20 عاماً تقريباً منذ بدء نفاذها على الصعيد الدولي – فإنها توفر فرصة ممتازة للتوقف والتأمل فيما حققناه، وما ينتظرنا في المستقبل.

تُبين الاتجاهات السائدة فيما يتعلق بمعدل انتشار التبغ في أوساط البالغين انخفاضا مطردا من نسبة حوالي 33٪ في عام 2000 إلى ما يزيد بقليل عن نسبة 22٪ بعد عقدين.

ولأول مرة يتواصل انخفاض عدد المدخنين المطلق، رغم النمو المستمر لسكان العالم.

وتعني هذه الأرقام إنقاذ حياة ملايين البشر، وتجنب قدر هائل من المعاناة.

وتضم الاتفاقية اليوم 183 طرفاً، وتمثل أندورا في أيار/ مايو 2020 وملاوي في آب / أغسطس 2023 آخر من انضم إليها؛ رجاءً، دعونا نرحب بهما.

وتذكروا أنه يوجد أيضا بروتوكول ملحق بالاتفاقية ً، هو بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، وهو معاهدة دولية قائمة بذاتها وقّع عليها 68 طرفاً حتى الآن.

ويسرني إبلاغكم أن عدد البلدان التي سنت تشريعات امتثالاً للاتفاقية يستمر في النمو باطراد – ولكن ليس بالسرعة التي نطمح إليها.

ويستمر التفاوت الكبير في تنفيذ الاتفاقية، ليس فقط بين البلدان، ولكن أيضاً بين مادة وأخرى.

ويمكن أن نرى بشكل جلي أوجه التفاوت هذه في التقرير عن التقدُّم المُحرَز في تنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ على الصعيد العالمي لعام 2023.

ولكن دعوني أـسلط الضوء على بعض الأخبار الجيدة التي وردت في تقرير التقدُّم المُحرز على الصعيد العالمي:

  • وضع عدد متزايد من الأطراف استراتيجيات وطنية شاملة ومتعددة القطاعات لمكافحة التبغ.
  • زاد العديد من الأطراف حجم التحذيرات الصحية على منتجات التبغ واعتمد التغليف البسيط.
  • أبلغت أطراف في أربعة أقاليم تابعة للمنظمة عن زيادة في متوسط العبء الضريبي على منتجات التبغ، وإن كان إقليم واحد فقط قد استوفى المعيار المرجعي للضرائب الذي يمثل ما لا يقل عن 75٪ من سعر التجزئة الإجمالي للسجائر.
  • يخطط العديد من الأطراف لتخفيض انتشار استهلاك التبغ على الصعيد الوطني إلى ما دون نسبة 5٪، فيما يعرف بـ " استراتيجية المرحلة النهائية "، وذلك على أمل الوصول إلى معلم جديد.

وفيما يخص عملنا في أمانة الاتفاقية، قمنا بتنفيذ تحسينات واسعة النطاق على عملياتنا، وجعلناها أكثر كفاءة.

ونجحنا في تعزيز العلاقات والتعاون مع منظمة الصحة العالمية – وهي المنظمة التي تستضيفنا – وأود أن أتوجه بالشكر لزملائي في المنظمة لجهودهم أثناء تنسيق عملنا.

ومن حيث الدعم القُطري المباشر، قدم مشروع الاتفاقية الإطارية لعام 2030 - بفضل الدعم السخي من أستراليا والنرويج والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية – المساعدة إلى 33 بلداً تحقق منافع عامة أخرى لصالح البلدان النامية.

كما أن الجهات المانحة السخية الأخرى – مثل كندا، وإيطاليا، وهولندا، وبنما - يسرت تنفيذ أنشطة في مجالات أخرى من عملنا في العامين المنصرمين.

ووسعت الأمانة أيضاً عملها مع منظمات الأمم المتحدة الأخرى، لا سيما في مجال البيئة.

ولهذه الغاية، أقمنا شراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة للتوعية بالآثار الوخيمة للجسيمات البلاستيكية في فلاتر السجائر على البيئة وصحة الإنسان.

ولهذا الغرض، سعينا لإشراك المؤثرين الاجتماعيين بالإضافة لسفراء النوايا الحسنة وأبطال الأرض الشباب التابعين لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وأخيراً وليس آخراً، نستخدم نُهج تواصل جديدة ونُحسن منصاتنا الرقمية بغية نشر المعلومات، ونعد أنشطة جمع أموال جديدة ستُقام خلال هذين العامين.

إذاً كل شيء يبدو جيداً، إنما....

.... إنما، يا لها من كلمة مزعجة!!

إنما، للأسف ليست كل الأخبار جيدة.

سيداتي وسادتي، رجاءً أود أن أسلط الضوء على التحديات الرئيسية الثلاثة أمامنا:

  • التنفيذ البطيء للاتفاقية؛
  • ومنتجات النيكوتين والتبغ الجديدة والناشئة؛
  • وطبعاً، تدخل دوائر صناعة التبغ.

في عام 2018 اعتمد مؤتمر الأطراف الاستراتيجية العالمية لتسريع وتيرة مكافحة التبغ: النهوض بالتنمية المستدامة عن طريق تنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية للفترة 2019-2025، التي تغطي تنفيذ الاتفاقية حتى نهاية العام المقبل.  

ورغم أن جائحة كوفيد-19 قد تكون السبب الرئيسي وراء تعثر "تسريع وتيرة" مكافحة التبغ في السنوات القليلة الماضية، فهي ليست السبب الوحيد.

ولا شك أن التحديين الآخرين اللذين ذكرتهما للتو – المنتجات الناشئة وتدخل دوائر صناعة التبغ – قد ساهما في ذلك أيضا ً.

ويمكن تطبيق تدابير تقع ضمن اختصاص وزارات الصحة بنسبة 100٪، مثل البيئات الخالية من التدخين والتحذيرات الصحية المصورة، من خلال مراسيم تنفيذية في بلدان عديدة، وقد سبق تطبيق مثل هذه التدابير من قبل. ولكن لا زلنا بعيدين عن التنفيذ الشامل المتكامل لتلك التدابير على الصعيد العالمي. وأدعوكم بكل احترام إلى التفكير مليا في هذه المشكلة.

ويطرح التحدي الثاني الذي أشرت إليه – التوافر المتزايد لمنتجات النيكوتين والتبغ الجديدة والناشئة – مشكلة مقلقة جداً، إذ نرى زيادة مفزعة في استخدام الشباب لتلك المنتجات.   

وطبعاً يعود جزء من أسباب هذه الزيادة إلى الرسائل المخادعة لدوائر صناعة التبغ التي تصور هذه المنتجات على أنها بديل عن التدابير الحقيقية لمكافحة التبغ، في الوقت التي تحاول دوائر الصناعة كسب مقعد على الطاولة – أي أن تكون جزءا من حل وباء هي من سببته وما زالت تغذيه.

وهذا يقودني إلى النقطة الأخيرة: محاولات التدخل الدؤوبة لدوائر صناعة التبغ في كل بقعة من بقاع العالم.

وتواجه جميع البلدان – كبيرة كانت أم صغيرة، غنية أم فقيرة، متقدمة أم نامية – هذا النوع من التدخلات.

وتوفر المادة 5-3 من الاتفاقية ومبادئها التوجيهية للتنفيذ سبيلاً لإنهاء هذا التدخل، ولكنها للأسف من أقل المواد التي تنفذ بفعالية.

وفي واقع الحال، يمكننا قياس أهمية وأثر اجتماع هذا الأسبوع من خلال النظر إلى الجهود التي بذلتها دوائر صناعة التبغ لإفشال الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف، بل إفشال كل دوراته.

أمامنا قدر كبير من العمل في الأيام القادمة، وكلي ثقة أنه سيقودنا إلى اجتماع ناجح حقاً.

ومن الرائع أن نجتمع كلنا سوياً، بعد هذا الانقطاع الطويل، ونعمل وجهاً لوجه لمجابهة جائحة التبغ.

أرجوكم تذكروا سبب وجودنا هنا.

تذكروا أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا عندما يتعلق الأمر بمكافحة التبغ وأننا نزداد قوة باتحادنا.

وختاماً، تذكروا أننا هنا لحماية الناس من دوائر الصناعة التي تجني الأرباح من المعاناة والموت – وأن الغلبة للحقيقة والحق في نهاية المطاف.

شكراً لكم.