الكلمة الختامية للدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو أمام الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف

كلمة الدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو، رئيسة أمانة اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ‬

9 شباط/فبراير 2024

عزيزتي الرئيسة، المندوبون والزملاء والأصدقاء الموقرون.

لقد كان من دواعي سروري البالغ أن نلتقي حضورياً – مع أكثر من 140 طرفاً – في الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهناها في الأشهر القليلة الماضية، وصلنا إلى مدينة بنما الجميلة، التي وفِّق مؤتمر الأطراف فيها إلى اتخاذ قرارات مهمة:

  • فقد أُنشئ فريقان من الخبراء – أحدهما للعمل على التدابير الاستشرافية لمكافحة التبغ بموجب المادة 2-1، وآخر للتركيز على المادة 19، التي تتعلق بالمسؤولية.
  • ومُدِّدت الاستراتيجية العالمية لتسريع وتيرة مكافحة التبغ 2019-2025 لفترة خمس سنوات أخرى، بحيث تتوافق تماماً مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
  • والتحسينات المتفق عليها فيما يتعلق بنظام تقديم التقارير عن تنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية لن تؤدي إلى تعزيز جودة البيانات المتعلقة بتنفيذ الاتفاقية فحسب، بل ستعمل أيضاً على تحسين الكفاءة من خلال تجنُّب ازدواجية البيانات التي جمعتها منظمة الصحة العالمية بالفعل.
  • وأخيراً وليس آخراً، اعتمدت هذه الدورة لمؤتمر الأطراف قراراً تاريخياً بشأن المادة 18، وهو القرار الذي حثَّ الأطراف على أن تأخذ في الاعتبار الآثار البيئية الناشئة عن زراعة التبغ وتصنيع منتجاته واستهلاكها، فضلاً عن النفايات الناجمة عنها، وتعزيز تنفيذ هذه المادة، بوسائل منها السياسات الوطنية المتعلقة بالتبغ وحماية البيئة.

ويذكِّرنا إعلان بنما الذي اعتمدناه هنا في هذه الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف أيضًا بالتضارب المتجذر الذي ينطوي على بون شاسع بين مصالح دوائر صناعة التبغ ومصالح سياسة الصحة العامة.

ويوضح الإعلان أيضًا أن اتساق السياسات داخل الحكومات أمر بالغ الأهمية من أجل الامتثال لمتطلبات المادة 5-3 من اتفاقية المنظمة الإطارية الذي يكفل حماية السياسات من المصالح التجارية لدوائر صناعة التبغ وسائر مصالحها الخاصة.

وأود أن أسترعي انتباهكم إلى حقيقة أنه لأول مرة، انضم إلينا نشطاء شباب من جميع أنحاء العالم.

وبالنيابة عن جميع الحضور، أود أن أشكرهم على ما أظهروه من تصميم وبراعة وتفاؤل كنا نحتاج إليها بشدة في إطار كفاحنا المشترك ضد وباء التبغ.

وأود أن أقتبس – لكل من يستمع اليوم – سطراً من البيان الذي نشره هؤلاء الناشطون الشباب، الذي يقول:

"إن مصالح دوائر صناعة التبغ، أو حتى مصالح المدخنين، لا ينبغي أبداً أن تكون مبرراً لإضفاء الشرعية على المنتجات التي يمكن أن تضع ولو طفلاً واحداً على طريق الإدمان."

فوجودهم في هذه الدورة لمؤتمر الأطراف إنما يذكِّرنا جميعاً بالسبب الذي نجتمع من أجله كل عامين، ألا وهو حماية الأجيال الحالية والمقبلة من العواقب الصحية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية المدمِّرة لاستهلاك التبغ والتعرض لدخانه.

مندوبو المنظمات الشبابية، من فضلكم، أدعوكم للوقوف.

المندوبون والزملاء الكرام، أقدِّم لكم حراس المستقبل!

لنمنحهم موجة من التصفيق الذي يستحقونه.

السيدات والسادة، إن الإنجازات التي ذكرتها لم تكن لتتحقق لولا العمل الذي بذله كثير من الأشخاص.

وأود أولاً أن أشكر بنما على مهنيتها في تنظيم هذا المؤتمر. فقد عمل مسؤولوها بلا كلل من أجل تنظيم هذا الاجتماع الذي جاء غاية في الإتقان.

وأود أيضاً أن أشكر الزملاء الذين يعملون خلف الستار، ولكنهم يؤدون دوراً بالغ الأهمية:

  • المترجمون الفوريون الذين أتاحوا لنا التواصل معاً، وكذلك التعاون فيما بيننا.
  • والمترجمون الذين عملوا بلا كلل أو ملل لإخراج  الوثائق بست لغات، ولم يكتفوا بالعمل أثناء النهار، بل سهروا الليالي من أجل ذلك.
  • وموظفو السجلات وكتَّاب التقارير والمحررون الذين ساعدوا في إعداد الوثائق التي تلقيتموها على مدار الأيام والأشهر الماضية.
  • وفرق الدعم اللوجستي ومسؤولو الأمن وفنيو تكنولوجيا المعلومات الذين قاموا بعمل شاق دون شكوى لدعم أعمالنا اليومية في مركز المؤتمرات الجميل الذي استضافنا.
  • وأبعث بتحية لموظفي الدعم المحليين بمركز المؤتمرات، فقد حافظوا على النظام فيما بيننا، ووضعونا على المسار الصحيح، وأطعمونا ما تشتهيه الأنفس، فقد أكرمنا مضيفنا بالطعام الشهي والمُغذّي على مدار هذا الأسبوع.

وأود أيضاً أن أعرب عن امتناني للمراسلين والمذيعين الذين انتقلوا إلى هنا من كل صوب وحدب لإذكاء الوعي - في جميع أنحاء العالم - بشأن الأضرار التي يلحقها التبغ بشعوبنا وبكوكبنا الذي نعيش عليها.

فقد ساعدت تقاريرهم في إطلاع المجتمع الدولي على جهودنا الجماعية المبذولة هذا الأسبوع لوضع خطة نجاح مدروسة شاملة ومستدامة من شأنها أن تشكل معالم المستقبل الذي يستحقه أطفالنا. 

ولا يسعني في ختام كلمتي إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى فريق الأمانة وزملائنا من منظمة الصحة العالمية، الذين رافقونا طوال هذه الرحلة. فأنا فخورة بحماسكم وتفانيكم الذي جعل هذا الأسبوع ممكناً.

أشكركم، سعادة المندوبين الموقرين، على شغفكم وتفانيكم في تعزيز تدابير مكافحة التبغ وإظهار التزامنا الذي لا يتزعزع بالاتفاقية – وباستشراف مستقبل صحي خالٍ من التبغ لنا جميعاً.  

وأتطلع إلى الالتقاء بكثير منكم الأسبوع القادم في اجتماع الأطراف في بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ.

أما أولئك الذين لم يصبحوا بعد أطرافًا في البروتوكول، فإنني أحثكم على النظر في الانضمام إلى هذا المسعى، الذي ولد من رحم اتفاقية المنظمة الإطارية نفسها.

وأتمنى لكم السلامة في رحلتكم إلى أوطانكم.

شكراً لكم.