الكلمة الختامية للدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو أمام الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف

كلمة الدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو، رئيسة أمانة اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ

12 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

عزيزي الرئيس، حضرات المندوبون والزملاء والأصدقاء الأفاضل.

وبينما تشرف الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف على نهايتها، من الرائع أن نفكر في العدد القياسي للأطراف التي انضمّت إلينا في هذا الحدث، والبالغ عددها 161 طرفا حاضرا، وهو أكبر عدد على الإطلاق لدورة من دورات مؤتمر الأطراف منذ دخول اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ حيز النفاذ في عام 2005. ويعكس هذا العدد القياسي مدى التزامنا المشترك بالتنفيذ الشامل للاتفاقية، وهي أداة ندرك أنها تفي بالغرض، لأن البيّنات - ومحاولات دوائر الصناعة المتتالية لعرقلة جهودنا - تُظهر أن هذه الأداة فعالة. 

والحقيقة هي أن الاتفاقية تزداد قوة يوما بعد يوم. ويعد استقبالنا لأكثر من 1200 مندوب في دورتنا الافتراضية لمؤتمر الأطراف دليلا آخر على عزمنا الجماعي على وضع حد لوباء التبغ.

وبطبيعة الحال، فإن السياق الافتراضي الذي عُقدت فيه دورة مؤتمر الأطراف الحالية لم يخل من التحديات، والتي بذلنا قصارى جهدنا للتأهب لها. ولحسن الحظ، كان لدينا أيضا فريق متخصّص وصبور من خبراء تكنولوجيا المعلومات لدعمنا ووصْلنا جميعاً ببعضنا البعض، على الرغم من أننا وقعنا أحياناً في صمت مفاجئ، وأدركنا في أحيان أخرى أن بعض الأمور ضاعت منّا تماماً أثناء الترجمة. ولكن، على الرغم من تلك العثرات التقنية الصغيرة، فقد بقينا ثابتين في عملنا، وأنجزنا الكثير! وقد أثبتنا أنه مهما كانت الظروف، يمكن لخبراء الصحة العامة في العالم أن يحدثوا فارقاً فعلياً في الوقت الذي نعمل فيه بشكل جماعي على تعزيز الاتفاقية.

وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع من ساهم في جعل هذا الحدث ممكناً، فضلا عن مترجمينا التحريريين ومترجمينا الشفويين ومحرّرينا وموظفينا التقنيين وغيرهم. ولا يمكن أن يُطلق على هؤلاء الأشخاص "فريق العاملين خلف الكواليس"، لأن لولاهم لما كان هناك كواليس على الإطلاق! فقد عمل العديد من محرّرينا طوال الليل على إعداد الوثائق وتمكيننا من المضي قدما في عملنا. شكرا جزيلا لجميع المهنيين الملتزمين الذين حرصوا يومياً ليس فقط على ضمان استمرار العمل، بل أيضا على استمراره بلغات متعددة وفي ظل توافر الوثائق كاملةً وصدور النصوص المنقحة بصورة منتظمة.

وأود أن أشكر أيضا موظفي الأمانة. فأنا فخورة بقيادة مثل هذه المجموعة من الأشخاص المتفانين والمتحمسين للغاية. فطاقتهم هي مصدر إلهام حقيقي لي. شكرا لكم جميعا على دعمكم واهتمامكم بوضع الأمور في نصابها الصحيح.

وما لا شك فيه أن الدورة الحالية لمؤتمر الأطراف شهدت عددا من الأحداث البارزة. فقد كان الاتفاق على الوسائل الكفيلة بضمان إنشاء قناة جديدة لتمويل موثوق ومنتظم إنجازا كبيرا يبشر بالخير لمستقبل عملنا. وقد تطلّب ذلك إجراء بحوث دقيقة والتنسيق مع الأطراف والتشاور مع الخبراء الماليين. ولكن، بعد كل هذا العمل الشاق ومداولاتنا هنا في مؤتمر الأطراف، يمكننا أن نعمل الآن على استقطاب مستثمرين إلى صندوقٍ من شأنه أن يزيد من قدرتنا على تنفيذ تدابير مكافحة التبغ وإنقاذ الأرواح. إنها نتيجة مثيرة يمكننا أن نفخر بها جميعا. 

وأود أن أشير أيضا إلى أن صحفيين من جميع أنحاء العالم حضروا جلساتنا وحضروا أعمالنا كمراقبين خلال دورة مؤتمر الأطراف الحالية. ويعد ذلك تطوّرا هاما، حيث إننا نبدي التزامنا بالشفافية ورغبتنا في إجراء تدقيق عادل فيما يتعلق بتنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ، وأداء جهازنا الرئاسي. وعلى غرار جميع المعاهدات الأخرى، فإن الأطراف - الدول التي يشكل اتفاقها وعزمها أساس وجودنا – هي التي تتخذ القرارات. ونحن - أمانة الاتفاقية وزملاؤنا في المنظمة - ندعم عملكم بمعلومات مسندة بالبيّنات من أجل تدعيم قراراتكم الرامية إلى تحسين الصحة العالمية.  

وتواصل الأمانة، من خلال بناء هذه الشبكة الداعمة لعمل مؤتمر الأطراف، الانفتاح على الخارج بحثاً عن سبل جديدة لإقامة علاقات مع الهيئات الدولية والجهات الأخرى صاحبة المصلحة وتعزيزها. ومن خلال إقامة هذه التحالفات، يمكننا جميعاً أن نحقق كامل إمكانات السلطة المنصوص عليها في اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ، أي سلطة إنهاء وباء التبغ. 

ويؤكد الإعلان المتعلق باتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ والتعافي من جائحة كوفيد-19 الصادر عن الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف على الضرورة الملحة لجهودنا الرامية إلى مكافحة التبغ. ويمثل هذا الإعلان، الذي عرضته جمهورية إيران الإسلامية على دورة مؤتمر الأطراف الحالية وشاركت في رعايته لاحقاً مجموعة واسعة من الأطراف، دليلاً على وحدتنا ودعمنا الثابت للصحة العامة بسبب تحديات مثل الجائحة الحالية، وليس بالرغم منها. سيدي الرئيس، صحيح أن هذا الإعلان استُهل في بلدكم، ولكنني أعرف أيضا أنكم ملتزمون به تماماً، فهنيئاً لكم على نجاحكم المدوي في إعطائه بعداً عالمياً. وهذا الإعلان هو بمثابة تأكيد على أنه بينما يسعى السكان في كل مكان من العالم جاهدين إلى التعافي من جائحة كوفيد-19، يجب علينا أن نظل على بيّنة من التضاربات بين مصالح دوائر صناعة التبغ وتلك المتعلقة باحتياجات سياسات الصحة العامة، وهي مصالح متأصّلة ولا يمكن التوفيق بينها. ويسلط الإعلان الضوء على ضرورة حماية سياسة الصحة العامة من مصالح دوائر صناعة التبغ، ولا سيما في حالات الأزمات، ويذكّرنا جميعا بأنه يجب علينا أن ندمج تدابير مكافحة التبغ في جهودنا الرامية إلى التعافي من الجائحة.

وبطبيعة الحال، سنبدأ عملنا من جديد الأسبوع المقبل، على أن نعكف هذه المرة على المضي قدما في عملنا المتعلق بتنفيذ البروتوكول الأول للاتفاقية. وفي يوم الاثنين، سنوجّه اهتمامنا إلى الدورة الثانية لاجتماع الأطراف في بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، وبالتالي فإن البعض منا سيجتمع مجدداً في القريب العاجل بالفعل. وعلى الرغم من أن البروتوكول لا يزال صكاً حديث المنشأ، إلا أنه يضم 63 طرفاً حتى الآن، وسيرتفع هذا العدد إلى 64 طرفاً قريباً. وستكون الدورة الثانية لاجتماع الأطراف في صيغة افتراضية أيضا، وستنظر خلالها الأطراف في مسائل هامة، ليس أقلها خطة مماثلة لصندوق استثمار كفيلة بدعم تنفيذ البروتوكول على نطاق واسع وبصورة متعمّقة في جميع أنحاء العالم.

حضرات المندوبون، أشكركم على صبركم طوال عملنا في سياق افتراضي، ولكن الأهم من ذلك، أشكركم على توجيهكم والتزامكم بتعزيز تدابير مكافحة التبغ وإثبات التزامنا الراسخ بالاتفاقية وببناء مستقبل صحي خالٍ من التبغ لنا جميعاً.  

شكرًا لكم.