الكلمة الختامية لسعادة السيد إسماعيل باغاي حمانه أمام الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف

كلمة سعادة السيد إسماعيل باغاي حمانه، رئيس الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ

12 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

لأختتم الآن الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف:

حضرات الممثلين الموقرين للأطراف في اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ؛ 

حضرات الممثلين الموقرين للدول غير الأطراف في اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ وسائر المراقبين؛

الدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو، رئيسة أمانة الاتفاقية؛

المراقبون والأصدقاء؛

لقد كنّا هذا الأسبوع على موعد مع التاريخ، حيث شاركنا في أفضل مؤتمر أطراف من حيث نسبة الحضور في تاريخ اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ، أي أنه تم تمثيل أكبر عدد من الأطراف على الإطلاق في أعمال هذا الأسبوع. إنه إنجاز عظيم حقاً بالنظر إلى الطبيعة الافتراضية لاجتماعاتنا والقيود المفروضة نتيجة لجائحة كوفيد-19.

وعلى مر السنين، تزايد عدد الأطراف التي تحضر مؤتمر الأطراف. غير أننا استقبلنا هذا الأسبوع 161 طرفا، وهو رقم قياسي جديد مذهل. 

ويشكل هذا العدد الكبير من الأطراف المشاركة دليلاً وافياً على الالتزام باتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ على الصعيد العالمي، كما أنه يُظهر، بما لا يدع أي مجال للشك، اقتناعنا بأن فعالية المعاهدة تتزايد باستمرار. ويدل أيضا على قوة الاتفاقية ويؤكد من جديد أن الأطراف متّحدة في تنفيذ سياسات الصحة العامة الرامية إلى القضاء على وباء التبغ. وقد أظهرت الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف رغبة الأطراف في المضي قدما واتخاذ قرارات بشأن مستقبل مكافحة التبغ، مع ضمان استمرارنا في إحراز تقدم إلى غاية الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف.

وعلى الرغم من أننا لم نتمكّن من الاجتماع وجهاً لوجه، إلا أن أهمية المعاهدة وحّدت صفوفنا، مستمدّةً قوتها من تأثيرها العالمي الحقيقي. 

وقد شهد الأسبوع الماضي عددا من الأحداث البارزة الجديرة بالذكر؛

وأول حدث يخطر ببالي هو "الإعلان المتعلق باتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ والتعافي من جائحة كوفيد-19"، والذي اقترحه في الأصل بلدي، جمهورية إيران الإسلامية، وشاركت في رعايته مجموعة واسعة من الأطراف. وفي سياق جائحة كوفيد-19، تتكبد البلدان خسائر أثقل وأطول أمد نتيجة لوباء التبغ. وإذ يدرك الإعلان تزايد التقارير عن تدخل دوائر صناعة التبغ، والذي يشكل عائقا أمام تنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ تنفيذاً فعالاً، فإنه يؤكد التضارب بين مصالح دوائر صناعة التبغ وتلك المتعلقة بسياسات الصحة العامة، وهي مصالح متأصّلة ولا يمكن التوفيق بينها. ويشدد على ضرورة حماية سياسة الصحة العامة من المصالح التجارية والراسخة لدوائر صناعة التبغ، ودمج تدابير مكافحة التبغ في جهودنا الرامية إلى التعافي من الجائحة.

ومن أهم الأحداث البارزة الأخرى لهذا الأسبوع قرار مؤتمر الأطراف باعتماد مبادرة تمويل مبتكرة، مما يتيح إنشاء قناة ثالثة لدعم تنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ دعماً مالياً. وسيتواصل تقديم الاشتراكات المقدرة والأموال الخارجة عن الميزانية، حيث إنه أعربت الأطراف بالفعل عن بذل جهود متزايدة لتقديم مساهمات منتظمة. ومع ذلك، فقد اتُخذت خطوة رئيسية صوب إطلاق صندوق الاستثمار. وتهدف هذه الخطة التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات إلى تعزيز جهود مكافحة التبغ وتوفير الدعم المالي الذي تمس الحاجة إليه لمواصلة تنفيذ الاتفاقية. وستُدار الخطة بالاشتراك مع البنك الدولي فضلاّ عن لجنة مراقبة مخصّصة تتألف من الأطراف ومن منظمات المجتمع المدني المتمتعة بصفة مراقب لدى مؤتمر الأطراف، بهدف تعزيز دعم تدابير مكافحة التبغ التي تضطلع بها الأطراف.

وأعرب عن أطيب تمنياتي للأعضاء المنتخبين حديثًا في هيئة مكتب مؤتمر الأطراف ولمنسّقينا الإقليميين الجدد. مرحباً بهم، وهم يتولّون هذا الدور القيادي الحيوي. وأطلب منكم أن تقدموا لهم كل دعمكم وتشجيعكم، تماماً كما فعلتم معنا. وسنعمل الآن أكثر من أي وقت مضى على توجيه جهودهم الرامية إلى التصدي لوباء التبغ، حيث لا تزال هناك تحديات كثيرة أمامنا.

وأتقدّم بالتهاني والشكر لبنما، التي ستستضيف الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف. ونتطلع إلى لقائكم مجدداً هناك. كما نتطلع إلى تلقّي أنباء عن استعدادات بنما وإلى زيارة الأمريكتين مجدداً. وأود التذكير أن أوروغواي كانت قد استضافت الدورة الرابعة لمؤتمر الأطراف في مدينة بونتا ديل إستي الجميلة، وقد حان الوقت الآن للعودة إلى هذه المنطقة.

وأشكر أيضا رئيسيْ اللجنتين "أ" و"ب". إننا ممتنون لمهارتكما واتزانكما في توجيه عملنا بشأن العديد من بنود جدول الأعمال المعقدة، بل وحتى عند مواجهتنا لتحدي الاجتماعات الافتراضية. 

وأود أن أعرب عن تقديري لفريق أمانة الاتفاقية، وأتوجه بشكري الخاص للدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو، رئيسة أمانة الاتفاقية. شكرا لكم على تحضيركم الجيد لدورة مؤتمر الأطراف هذه وعلى الجهود الكبيرة التي بذلتموها من أجل نجاحها. كما أود أن أعرب عن تقديري للفريق التقني والمترجمين الشفويين الذين مكّنونا من العمل معاً طوال الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف.

وأخيرا، أود أن أشكر نواب الرئيس المنتهية ولايتهم وهيئة المكتب على توجيهاتهم وعلى مساعدتي في عملي بصفتي رئيساً للدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف.  لقد كانت بصيرتكم وصحبتكم مصدر دعم كبير لي. وبالمثل، يجب أن نشكر جميع مكاتب المنظمة بمستوياتها الثلاثة (القُطري والإقليمي والعالمي). وقد ساعدتنا شبكتكم القوية ومشاركتكم الرائعة كثيراً في تحقيق نجاح الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف.

وفي ختام الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف، أعود بنا جميعاً إلى الأدوار التي نضطلع بها في إطار مجتمع مكافحة التبغ، بعد أن أعطينا نفسا جديدا لصداقاتنا، ونحن على يقين من أنّ لدينا شعوراً أكبر بالمهمة الملقاة على عاتقنا، ومع العلم أن الاتفاقية لا تزال محكّنا ونحن نمضي قدما في تنفيذها.  

وفي هذه المرحلة، جرى العرف على أن نتمنى لجميع المندوبين عودة آمنة إلى أوطانهم، ولكن في هذه المناسبة، أدعوكم إلى إيقاف تشغيل حواسبكم والعودة إلى أُسركم ومجتمعاتكم، مع العلم أننا مرتبطون ببعضنا البعض على الصعيد العالمي في عملنا الرامي إلى توفير مستقبل أوفر صحة وخال من التبغ لهم جميعاً.