كلمة ختامية للدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو، رئيسة أمانة اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ

الدورة الثانية لاجتماع الأطراف

17 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

عزيزي الرئيس، حضرات المندوبين والزملاء والأصدقاء الأفاضل.

مع اقترابنا من اختتام الدورة الثانية لاجتماع الأطراف، نرى أن عدد الأطراف آخذ في التزايد، وهو أمر يثلج الصدر.

فقد حضر الدورة الثانية لاجتماع الأطراف تسعة وخمسون طرفاً، مقابل أربعة وأربعين طرفا في دورته الأولى.

ومع تنامي قوة البروتوكول، اعتمدت الدورة الثانية لاجتماع الأطراف قرارات من شأنها أن تمهد الطريق لأمانة الاتفاقية لتقديم مساعدة تقنية هادفة ترمي إلى تحسين قدرة الأطراف على تنفيذ البروتوكول. 

وقد وفّر اجتماع الأطراف إطارا واضحا لأمانة الاتفاقية لمساعدة الأطراف وتعبئة الموارد من أجل تنفيذ البروتوكول.

وسأعمل أنا وفريقي بلا كلل على جمع الأموال التي نحتاج إليها لدعم الأطراف.

وأغتنم هذه الفرصة لأدعو مانحينا وغيرهم من الشركاء في التنمية إلى الاستجابة لدعوة الأطراف إلى توفير الموارد المالية التي تمس الحاجة إليها لدعم أهدافها المتعلقة بالتنفيذ. 

وفي الواقع، كنّا بالفعل على اتصال بشركائنا - مثل منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي - لتنسيق جهودنا حتى يتسنى لنا دعم الأطراف دون إبطاء. 

[فترة توقُّف]

وسنعكف في إطار عملنا على مساعدة الأطراف على إنشاء آليات مثل تلك المنصوص عليها في المادتين 6 و8 من البروتوكول بهدف زيادة الإيرادات المحلية عن طريق رسوم الترخيص أو بتحميل دوائر صناعة التبغ التكاليف المرتبطة بتنفيذ نظم اقتفاء الأثر وتحديد المنشأ. 

وندرك أننا لم نخطو سوى خطواتنا الأولى على طريق التنفيذ الشامل، ولكننا سنكون إلى جانبكم وندعمكم طوال الرحلة. 

وقد يكون من المغري التأكيد على أن تنفيذ البروتوكول، بوصفه معاهدة لم تدخل حيز النفاذ إلا في عام 2018، قد عانى من جائحة كوفيد-19.

ولكن، بالنظر إلى وحدة هدفنا - التي أُبديت هذا الأسبوع - وحرصكم على إحراز تقدم في التصدي للاتجار غير المشروع بالتبغ، فمن الواضح أن البروتوكول في صحة جيدة.

بيد أنه معاهدة حديثة العهد، ويلزم تنميته في بلدانكم الأصلية ولكن أيضا بالعمل معاً عبر الحدود، وتعظيم الاستفادة من نقاط القوة لمختلف الخدمات المتخصّصة، سواء تعلّق الأمر بالضرائب أو الجمارك أو إنفاذ القانون أو الصحة العامة.

فالبروتوكول يستمد قوته الفريدة من هذا العمل المشترك. 

[فترة توقُّف]

اسمحوا لي أن آخذ بعض الوقت للإعراب عن شكري لجميع الذين بذلوا قصارى جهدهم من أجل جعل هذا الحدث حقيقة واقعة، ولخبرائنا في مجال تكنولوجيا المعلومات الذين تحلّوا بالصبر، ولمترجمينا التحريريين ومترجمينا الفوريين ومحرّرينا، ولجميع الأشخاص الذين أدّوا دورا هاما في التوفيق بين وجهات نظرنا في العالم بأسره والحفاظ على فعالية وإنتاجية جلساتنا، وهم كثيرون.

ويجب أن أشكر الجميع على جهودهم الدؤوبة وعزمهم على مساعدتنا على تحقيق أهدافنا. 

وبفضل هذا الدعم وعزمكم، تمكّنت دورة اجتماع الأطراف الحالية من تحقيق عدد من الإنجازات، ليس أقلها القرار الهام الذي اتخذته الأطراف بإنشاء صندوق استثمار مبتكر.

وسنبدأ العمل فوراً على إنشاء قناة التمويل الجديدة هذه، والتي تُضاف إلى مصادر التمويل التي تدعم عملنا بالفعل.

وستواصل هذه القناة تعميق تنفيذ البروتوكول وجهودنا الرامية إلى التصدي للميزانيات الضخمة لدوائر صناعة التبغ، والتي تركّز على بيع المزيد من منتجاتها القاتلة.

كما اتخذنا خطوات هامة من أجل تعزيز النظام العالمي لاقتفاء الأثر وتحديد المنشأ، بما في ذلك تحديد كيفية تشغيل النظام.

ومن الضروري أن نلتزم بتعزيز قدرة الأطراف على مراقبة حركة منتجات التبغ وتوريدها إذا أردنا أن نقضي على الاتجار غير المشروع بالتبغ وإحداث أثر إيجابي على الصحة العامة وعلى مجتمعاتنا واقتصاداتنا ككل. 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن قراركم بشأن المساعدة والتعاون يوفّر للأطراف معالم وأدوات لتعزيز التعاون الدولي.

ويعد التعاون عبر الحدود أساسياً لتحقيق أغراضنا، ونحن على يقين من أن القرارات التي اتخذتها الدورة الثانية لاجتماع الأطراف ستساعد الأطراف على إقامة تلك العلاقات الهامة. 

ويجب ألا ننسى أن دورة اجتماع الأطراف الحالية لم تضمن توصّل الأطراف إلى اتفاقات هامة فحسب، بل فعلت ذلك بشفافية، حيث تمكّن الصحفيون المعتمدون لأول مرة من متابعة كل مرحلة من مراحل أعمالنا. 

شكرا لكم جميعا على مساهماتكم وتوجيهكم وثقتكم.

وبفضل مضافرة جهودنا سنُحدث فرقاً في مكافحة الاتجار غير المشروع بالتبغ، وفي تعزيز مكافحة التبغ من أجل مستقبل أوفر صحة وأكثر قدرة على الصمود.  

سيدي الرئيس، أنا على يقين من أنكم تشاطرون سعادتي بأن بلداً من إقليمكم، وهو بنما، قد وافق بسخاء على استضافة الدورة الثالثة لاجتماع الأطراف والدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف.

ويسرني كثيرا أن نلتقي من جديد في إقليم الأمريكتين.

ولكن، حتى ذلك الحين، أشكركم مجددا سيدي الرئيس على توجيهكم لنا بكل أمان خلال مناقشاتنا هذا الأسبوع، والتي أفضت إلى اتخاذ الكثير من القرارات الهامة.

واسمحوا لنا بأن نتقدّم إليكم بهذه الإيماءة المتواضعة تعبيراً على تقديرنا لقيادتكم والتزامكم بقضيتنا المشتركة.