الحوار الاستراتيجي للدورة الحادية عشرة لمؤتمر الأطراف، ملاحظات افتتاحية للقائم بأعمال رئيس أمانة الاتفاقية

ملاحظات افتتاحية للقائم بأعمال رئيس أمانة الاتفاقية، السيد أندرو بلاك

17 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

مساء الخير، وشكراً لكم.

نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والشؤون الاجتماعية في بلجيكا، معالي السيد فرانك فاندنبروك،

وزيرة الصحة العامة في أوروغواي، معالي الدكتورة كريستينا لوستمبرغ،

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس غيبريسوس،

رئيسة مؤتمر الأطراف، الدكتورة رينا روا،

الرئيس الفخري لأمانة الاتفاقية، الدكتور هايك نيكوغوسيان،

أصحاب السعادة، المندوبون الكرام، سيداتي وسادتي،

مرحباً بكم في جنيف لحضور الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الأطراف.

توافق هذه الدورة لمؤتمر الأطراف ذكرى مرور 20 عاماً على بدء نفاذ اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ – وهي لحظة تبعث على التفكير فيما حقّقه التعاون العالمي وفي التحديات التي يحملها المستقبل.

والآن وقد بلغ عدد الأطراف 183 طرفاً، أصبحت الاتفاقية تشمل أكثر من 90٪ من سكان العالم. ومازالت الاتفاقية تؤدي دوراً محورياً في الحد من وباء التبغ العالمي ومواجهة أنشطة دوائر صناعة التبغ بما تنص عليه من تدابير مسنّدة بالبيّنات.

ويتّضح من أحدث بيانات المنظمة أن معدّل انتشار التبغ والعدد الإجمالي للأشخاص المتعاطين للتبغ يتراجعان على الصعيد العالمي.

ويبعث هذا التطوّر على التفاؤل، ويجسّد أثر تدابير اتفاقية المنظمة الإطارية التي نفّذها العديد من الأطراف.

ومع ذلك، فمازال تعاطي التبغ يشكّل عقبة مستمرة أمام الصحة العامة، ويتسبب في أكثر من 7 ملايين وفاة سنوياً في العالم. وتتمثل المأساة الكبرى في أن كل وفاة من هذه الوفيات كان من الممكن تماماً ألا تحدث.

ويمتد العبء ليشمل عموم المجتمع. فالتبغ يُعد أيضاً عقبة رئيسية أمام التنمية المستدامة، نظراً إلى تبعاته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الموثّقة توثيقاً جيداً. ولهذا السبب تدعو أهداف التنمية المستدامة إلى تعزيز تنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية.

وتشكِّل العواقب البيئية لمخلفات التبغ، بما في ذلك تريليونات أعقاب السجائر التي يجري التخلص منها سنوياً والتي تُصنع من البلاستيك، إحدى القضايا التي تتناولها هذه الدورة لمؤتمر الأطراف.

ويجب علينا أيضاً أن نقرّ بالتكاليف الاقتصادية الهائلة للتبغ. ففي حين تستمر أرباح التبغ والنيكوتين في إثراء دوائر هذه الصناعة، فإن عبء تكاليف تعاطيهما يقع ثقيلاً على كاهل الأسر والمجتمعات المحلية والحكومات.

ونظراً إلى أن معظم من يتعاطون التبغ في العالم يعيشون الآن في في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فإن هذه الأعباء لن تزداد إلا سوءاً ما لم تُنفَّذ التدابير التي تنص عليها اتفاقية المنظمة الإطارية.

وفي ظل هذه الأوضاع، يُعد موضوع هذه الدورة لمؤتمر الأطراف – "عشرون سنة من التغيير - لتوحيد الأجيال من أجل مستقبل خالٍ من التبغ" – ملائماً بصفة خاصة.

ونحن نرحب بالمشاركين من الشباب الذين ينضمون إلينا هذا الأسبوع. وسوف ننصت بإمعان إلى أصواتكم، لأن القرارات التي ستُتّخذ في هذا المؤتمر ستحدّد مسار وباء التبغ العالمي على مدى الأجيال القادمة.

ويجب علينا أن نحمي الأطفال من إدمان النيكوتين ومن العواقب الطويلة الأمد لتعاطي التبغ والنيكوتين. فوفقاً للمنظمة، يستخدم الآن السجائر الإلكترونية ما لا يقل عن 15 مليون طفل في العالم ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً.

ويتطلب تحقيق مستقبل خال من التبغ جهوداً متجدّدة لحماية سياسات الصحة العامة من تدخل دوائر صناعة التبغ.

وهناك صراع أساسي بين مصالح دوائر صناعة التبغ والصحة العامة، وأضحت أساليب دوائر الصناعة لتقويض إجراءات الحكومات معروفة وموثقة جيداً.

وتنطبق المادة 5-3 من اتفاقية المنظمة الإطارية على الحكومات بأكملها، لا على وزارات الصحة فحسب. ولذا فثمة حاجة إلى سياسات شاملة تُنفّذ على نطاق الحكومة بأكملها لوقف تدخل دوائر صناعة التبغ.

وأهنئ الحكومات التي نفّذت هذه التدابير لحماية الصحة العامة وتعظيم الشفافية.

واسمحوا لي أيضاً أن أتناول زراعة التبغ – وهو مجال تسلل إليه قدر كبير من المعلومات المضللة. فاتفاقية المنظمة الإطارية لا تتطلب من المزارعين التوقف عن زراعة التبغ، ومن يدّعون خلاف ذلك يثيرون جدالاً لا داعي له.

بل الواقع أن أطراف الاتفاقية يروّجون للبدائل الاقتصادية المجدية للعاملين في مجال التبغ ومزارعيه.

سيداتي وسادتي، هناك العديد من التحديات أمامنا، ولكننا صرنا الآن أشد استعداداً لمواجهتها معاً من أي وقت مضى.

فلدينا مبادئ توجيهية اتفق عليها مؤتمر الأطراف لتنفيذ العديد من المواد. ولدينا برامج للدعم التقني والمالي، مثل مشروع اتفاقية المنظمة الإطارية لعام 2030.

ولدينا العديد من الشركاء – بما في ذلك مراكز أمانة اتفاقية المنظمة الإطارية للمعارف – المستعدين لدعم الأطراف في جهودها المبذولة في سبيل التنفيذ.

ويعتمد التنفيذ الوثيق على الشراكات القوية أيضاً.

وأود أن أقرّ بشراكاتنا القائمة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية لجلب الدعم إلى الأطراف من أجل إحراز التقدم في مكافحة التبغ. وأما سائر المنظمات الحكومية الدولية التي نعمل عن كثب معها، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فنحن نقدّر التزامها بالعمل على تنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية.

وأود أن أعرب عن جزيل الشكر للنرويج والمملكة المتحدة وكندا – وهي الأطراف التي قدمت مساهمات خارجة عن الميزانية منذ انعقاد مؤتمر الأطراف الماضي دعماً لعمل أمانة الاتفاقية، بما في ذلك أنشطة التنفيذ مع الأطراف المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وأما الأطراف التي عليها متأخرات، فنحثها على سداد الاشتراكات المقدّرة، حيث تتوقف قدرة الأمانة على دعم الأطراف على هذه الموارد الحيوية.

وكثيراً ما تخبرنا الأطراف أن نقص الموارد المالية والموارد البشرية يحول دون تنفيذها للاتفاقية. فبالنسبة إلى الأطراف التي تواجه تحديات بشأن الموارد المحلية، توفّر الضرائب الصحية خياراً قوياً لتأمين الأموال اللازمة لتنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية.

ولتعزيز إدارة الضرائب ووضع حد لخسائر الإيرادات الناجمة عن الاتجار غير المشروع بالتبغ، نشجّع جميع الأطراف على الانضمام إلى بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، وتنفيذه. فالبروتوكول يقوم بدور مهم في تعزيز الصحة العامة ومحاربة الجريمة المنظمة.

فدعوني أشكر أعضاء فريقي الخبراء الذين عملوا جاهدين من أجل تزويد هذا المؤتمر بالتقارير عن التدابير الاستشرافية وعن المسؤولية. فنحن ممتنون جداً لمساهماتكم.

وأود أيضاً أن أقرّ بالدور الرئيسي الذي يقوم به المجتمع المدني في دعم اتفاقية المنظمة الإطارية، بما في ذلك رصده لدوائر صناعة التبغ والإبلاغ بشأنها.

وأخيراً، أود أن أشيد بالمساهمات العظيمة للدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو في مكافحة التبغ واتفاقية المنظمة الإطارية.

سيداتي وسادتي، أتمنى لكم كل التوفيق في عملكم هذا الأسبوع، وأتمنى أن يُكلّل مؤتمر الأطراف بالنجاح.

شكراً جزيلاً.