وعلى الرغم من أننا ما زلنا نواجه جميعًا التحدي الذي تمثله جائحة كوفيد-19، فإننا نقف معاً - بكل حزم - من أجل اجتياز الجائحة ومكافحة وباء التبغ بنجاح.
وأرجو أن تطمئنوا إلى التزامنا المستمر بدعم الأطراف وغيرها من أصحاب المصلحة في تنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ وبروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ.
إن وباء التبغ لم يتوقّف في الوقت الذي اكتسحت فيه جائحة كوفيد-19 العالم، وكذلك الحال بالنسبة لدوائر صناعة التبغ، التي لم تتردد في استغلال ضعفنا على الصعيد العالمي لتعزيز مصالحها.
وقد كانت تلك الوحدة وذلك العزم واضحين للغاية خلال الاجتماعات الافتراضية الأخيرة لأجهزتنا الرئاسية: الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ والدورة الثانية لاجتماع الأطراف في البروتوكول.
وفي الواقع، استجابت الأطراف بشكل مدوّي للدعوة إلى تعزيز تنفيذ الاتفاقية والبروتوكول بالمشاركة بأعداد قياسية في الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف والدورة الثانية لاجتماع الأطراف على السواء.
وتوصّل كلا الاجتماعين إلى قرارات بشأن عدد من المسائل الرئيسية التي ستواصل الدفع بالمعاهدتين قدماً.
وقد أصدر مؤتمر الأطراف في دورته التاسعة إعلانًا حازمًا بشأن الدور الهام لاتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ في الجهود العالمية للتعافي من جائحة كوفيد-19، مما يؤكد الضرورة الملحة لجهودنا الرامية إلى مكافحة التبغ.
ويسلّط هذا الإعلان الضوء على ضرورة حماية سياسة الصحة العامة من مصالح دوائر صناعة التبغ - ولا سيما في أوقات الأزمات - ويذكّرنا جميعاً بأنه يجب علينا أن ندمج تدابير مكافحة التبغ في الجهود التي نبذلها من أجل التعافي من الجائحة.
ووافق اجتماع الأطراف في دورته الثانية على العديد من القرارات الهامة التي أرست حجر الزاوية لتنفيذ البروتوكول تنفيذاً ناجحاً، مما سيمكّننا من مواصلة إحراز تقدم في مكافحة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ بطاقة متجددة.
ودعا قرارٌ رئيسي آخر اتُخذ خلال الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف والدورة الثانية لاجتماع الأطراف إلى إنشاء آلية تمويل جديدة ومبتكرة.
وستوفّر صناديق الاستثمار الجديدة موارد مستدامة لعملنا المتعلق بالمعاهدتين في المستقبل، وستزيد من قدرتنا على تنفيذ تدابير مكافحة التبغ وإنقاذ الأرواح.
وبينما تأخذون قسطاً من الوقت في فترة العطلات هذه للتواصل مع أُسركم وأصدقائكم، كونوا مطمئنّين إلى شراكتنا المستمرة.
فلا يمكن تحقيق مسعى حماية الأفراد من العواقب الصحية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية المدمّرة لوباء التبغ إلا إذا واصلنا العمل معاً.
وفي حين أنه ستنتابنا بلا ريب شكوك جديدة في السنة المقبلة، فإنه من المؤكد أننا سنواصل جميعاً المضي قدماً في أعمالنا وعلاقاتنا وتحالفاتنا وفي تعزيزها حتى نتمكّن من تحقيق كامل إمكانات الصحة العامة وقوة التنمية العالمية لكل من الاتفاقية والبروتوكول.
وأود أن أشكر جميع الأطراف وشركائنا المبجلين على إبداء التزامهم الحازم بهاتين المعاهدتين المنقذتين للأرواح، وبضمان استمرارنا في إحراز تقدم صوب مستقبل صحي وخالٍ من التبغ لنا جميعاً.
أتمنى لكم أعياداً سعيدة، وكل التوفيق للعام الجديد.