وباء التبغ لم يختف بعد

1 تشرين الثاني/نوفمبر 2021
بيان صحفي
Reading time:

في غمرة جائحة كوفيد-19 يجتمع العالم للتصدي لطموحات صناعة التبغ التي تسعى إلى إبقاء تشبث الملايين بمنتجاتها

في ظل جائحة كوفيد-19، ينعقد بتنسيق من المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف حدثان عالميان يجمعان شركاء من جميع أنحاء العالم يهدفون إلى تعزيز تدابير مكافحة التبغ. ويتوخيان تحسين المعايير التي تقلل من عبء المرض والمعاناة الناجمين عن استهلاك التبغ.

وسيجتمع الأطراف الـ182 في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ افتراضيا في الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف من 8 إلى 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، وستليه مباشرةً الدورة الثانية لاجتماع الأطراف في بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، من 15 إلى 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.

ويظل التبغ المنتج الاستهلاكي الوحيد الذي يقتل نحو نصف من يتعاطونه على النحو المقصود من المصنعين. وعلى الصعيد العالمي، يقتل التبغ شخصا واحدا كل أربع ثوان، أي أن نحو 8 ملايين شخص يموتون دون داعٍ كل عام - والأسوأ من ذلك أن مليون حالة من تلك الوفيات تحدث في أوساط غير المدخنين المعرضين لدخان التبغ. ويرتبط تعاطي التبغ ارتباطا مباشرا بالأمراض غير السارية الأربعة الأكثر انتشارا، وهي: أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسكري.

رسالة من رئيسة أمانة الاتفاقية: قالت الدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو، متحدثة قبل انعقاد الاجتماعين: "تقترب اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ من تحقيق عضوية عالمية، إذ تغطي 90٪ من سكان العالم. ونحن نشهد النتائج الإيجابية للقبول الواسع للمعاهدة، مع تقدم الأطراف في تنفيذ تدابيرها. ومما يدعو إلى التفاؤل أن معدل انتشار تعاطي التبغ في العالم بين الأشخاص البالغين من العمر 15 عاما فما فوق تراجع من 29%  في عام 2005 إلى 22% في عام 2019، وسيتواصل هذا التراجع حتى عام 2025، حيث إن ثلث الدول الأطراف تقريبا تمضي على المسار الصحيح نحو تحقيق هدف التخفيض بنسبة 30% بحلول ذلك الوقت".

نهج للصحة العامة قائم على الأدلة: أُعدت اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ استجابةً لعولمة وباء التبغ، وهي معاهدة قائمة على الأدلة تؤكد من جديد حق جميع الأفراد في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه. وتحدد الاتفاقية تدابير قائمة على الأدلة تعزز الصحة العامة وترسي بعدا قانونيا لتنفيذ المعايير الصحية الدولية.

والهدف من الاتفاقية هو حماية الأجيال الحالية والمقبلة من آثار التبغ المدمرة للصحة والاقتصاد والمجتمع والبيئة. وليس سرا أن صناعة التبغ، ومن يعملون على تعزيز مصالحها، لا يزالون يشكلون أكبر عقبة أمام القضاء على وباء التبغ. ولا تزال هذه الصناعة تحقق أرباحا طائلة من إدمان الأفراد على منتجاتها، التي تنتج الآن بأشكال وأحجام مختلفة.

مكافحة الاتجار غير المشروع بالتبغ: تُعقد هذا العام الدورة الثانية لاجتماع الأطراف في بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ. وتجتمع الأطراف لدعم تنفيذ البروتوكول الذي يستند إلى المادة 15 من اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ.

 وستنظر الدورة الثانية لاجتماع الأطراف في الإجراءات الرامية إلى إحراز تقدم في إرساء نظام تتبع عالمي من أجل اقتفاء أثر منتجات التبغ وتحديد منشئها. وستناقش الأطراف أيضا سبل تعزيز التعاون الدولي، بما في ذلك تبادل المعلومات والتعاون في مجال إنفاذ القانون، حتى يتسنى للبلدان أن تعمل معاً بسهولة أكبر.

تحديث كيفية دفع تكاليف تدابير مكافحة التبغ: تسعى الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف التي تُعقد هذا العام إلى تحسين استراتيجيات حشد التمويل، مع التركيز على إنشاء صناديق الاستثمار الرأسمالي. وستنشأ آلية التمويل المقترحة عن طريق قروض يمكن سدادها للمستثمرين. وستدعم الفائدة المحصلة من الصناديق الجديدة العمل الذي يعزز تدابير مكافحة التبغ، وستعاد الأموال إلى المستثمرين بمجدر انقضاء مدة كل قرض. وبالإضافة إلى ذلك، سيناقش الجهازان الرئاسيان هذا العام خطة العمل والميزانية المقترحتين للفترة 2022-2023.

ومع تغيير شركات التبغ لتكتيكاتها، حيث غدت الآن، أكثر من أي وقت مضى، تدعي كذبا أنها جزء من حل وباء التبغ، فإنها لا تزال مصممة على السعي إلى جني أرباح جديدة، من خلال استدراج الشباب والنساء والمجتمعات المحلية الضعيفة. وتعرض الاتفاقية والبروتوكول سبلا لمقاومة وإحباط مساعي دوائر صناعة التبغ إلى زيادة بيع منتجاتها دون تمييز - بجميع أشكالها.

وقبيل انعقاد الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف، أكدت الدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو أنه "في خضم جائحة كوفيد-19، تكتسي مكافحة التبغ أهمية أكثر من أي وقت مضى للحفاظ على صحة الأفراد وضمان تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود لمواجهة هذه الجائحة وأي جائحة أخرى في المستقبل. ويجب أن تكون مكافحة التبغ، بما في ذلك الأموال التي تجمع من خلال زيادة الضرائب المفروضة على التبغ، جزءا لا يتجزأ من إعادة البناء على نحو أفضل". 

وفي ظل تأثر جميع مناحي الحياة بجائحة كوفيد-19، تبدو الأطراف في الاتفاقية والبروتوكول مستعدة لحفز جهودها الرامية إلى تحسين تدابير مكافحة التبغ. وقد أتاحت الجائحة للعالم حوافز أكبر من أي وقت مضى للعمل معا على نحو وثيق من أجل الدفع نحو هدف القضاء على وباء التبغ. وتوفر اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ خريطة طريق لما يجب على الأطراف القيام به.  وينبغي تعزيز تنفيذ تدابيرها من أجل تحقيق ذلك الهدف.

للمزيد من المعلومات، يُرجى التواصل مع:

Samuel Compton، المسؤول الإعلامي:

comptons@who.int

mediafctc@who.int