اختُتمت أعمال الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (اتفاقية المنظمة الإطارية) بقرار بالغ الأثر سيكفل حماية البيئة وصحة الأفراد في جميع أنحاء العالم من مضار التبغ.
"لقد اتخذنا قراراً تاريخياً بشأن المادة 18". هذا هو ما قالته الدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو، رئيسة أمانة اتفاقية المنظمة الإطارية، واصفة الإجراء القاضي بتعزيز هذه المادة من اتفاقية المنظمة الإطارية، التي تركز على حماية البيئة وصحة جميع الأفراد.
وأضافت الدكتورة بلانكو ماركيزو إن هذا "القرار يحثّ الأطراف على إيلاء الاعتبار الواجب للآثار البيئية الناجمة عن زراعة منتجات التبغ وتصنيعها وتعاطيها والتخلّص من نفاياتها وعلى تعزيز تنفيذ هذه المادة، بما في ذلك عن طريق السياسات الوطنية المتعلقة بالتبغ وحماية البيئة".
ومؤتمر الأطراف هو الجهاز الرئاسي لاتفاقية المنظمة الإطارية، وهي أول معاهدة دولية يجري التفاوض بشأنها تحت رعاية منظمة الصحة العالمية (المنظمة). وقد ظلت اتفاقية المنظمة الإطارية تقود الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة التبغ لأكثر من 20 عاماً.
هذا وقد اجتمع ممثلون عن 142 طرفاً هنا في الفترة من 5 إلى 10 شباط/ فبراير لمعالجة مجموعة من القضايا، بدءاً من التقدم المحرز في تنفيذ المعاهدة، وانتهاءً بتنظيم الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته.
فعلى الصعيد العالمي، تجري إزالة نحو 000 200 هكتار من الأراضي كل عام لزراعة التبغ، وهو ما يسبب زيادة سنوية بنسبة تصل إلى 20٪ في انبعاثات غازات الدفيئة.
ويتناول القرار أيضاً مسألة مرشحات السجائر. إذ يجري التخلص مما يقدر بنحو 4,5 تريليونات من أعقاب السجائر سنوياً في جميع أنحاء العالم ، وهو ما يمثل 1,69 مليار رطل من القمامة السامة المحتوية على البلاستيك.
وفي ظل ظروف محددة - مثل أشعة الشمس والرطوبة - تتحلل مرشحات السجائر إلى قطع بلاستيكية أصغر، مما يؤدي في النهاية إلى ترسب بعضاً من المواد الكيميائية البالغ عددها 7000 مادة موجودة في السيجارة الواحدة. وعدد كبير من هذه المواد الكيميائية سام بيئياً. وقد جاء القرار المتعلق بالمادة 18 في موعده تماماً في ضوء ما تقوم به لجان المفاوضات الحكومية الدولية من أعمال لإعداد صك دولي ملزم قانوناً يتعلق بالتلوث البلاستيكي، بما في ذلك تلوث البيئة البحرية بها.
واتُّخذ قرار مهم آخر أثناء الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف يتمثل في تعزيز المبادئ التوجيهية المتعلقة بالتصدي للإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته عبر الحدود وتصويره في وسائط الإعلام الترفيهية.
وبالإضافة إلى ذلك، أنشئ فريقان من الخبراء - أحدهما للعمل على تدابير مكافحة التبغ الاستشرافية بموجب المادة 2-1 من اتفاقية المنظمة الإطارية، والآخر للتركيز على المادة 19 التي تتعلق بالمسؤولية.
وتتصل القرارات الأخرى التي اعتمدتها الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف بتعزيز حقوق الإنسان من خلال اتفاقية المنظمة الإطارية، فضلاً عن تعزيز صندوق الاستثمار الخاص باتفاقية المنظمة الإطارية.
واتفقت الأطراف أيضاً على تمديد ولاية الاستراتيجية العالمية لتسريع وتيرة مكافحة التبغ: النهوض بالتنمية المستدامة عن طريق تنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ للفترة 2019-2025، وذلك لمدة خمس سنوات، بحيث تتماشى تماماً مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
كما اعتمدت الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف إعلان بنما الذي يلفت الانتباه إلى التضارب الأساسي والمستعصي بين مصالح دوائر صناعة التبغ ومصالح سياسات الصحة العامة. ويوضح الإعلان أيضاً الحاجة إلى تماسك السياسات داخل الحكومات للامتثال لمقتضيات المادة 5-3 من اتفاقية المنظمة الإطارية، التي تهدف إلى حماية سياسات الصحة العامة من المصالح التجارية والمصالح الراسخة الأخرى لدوائر صناعة التبغ.
وكانت الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف مفتوحة أمام وسائط الإعلام التي أتيحت لها فرصة مراقبة جميع الجلسات العامة والمفتوحة، مما مكّن الصحفيين من مشاهدة أكثر من 1000 مندوب من جميع أنحاء العالم يتّحدون على مدار ستة أيام للنظر في القضايا المهمة المتعلقة بتنفيذ الاتفاقية واتخاذ إجراءات بشأنها.
ورأوا منظمات شبابية وناشطين من الشباب من جميع أنحاء العالم يجتمعون تحت راية مشتركة هي "أصوات شباب العالم" لإيصال رسالة قوية، لتذكير الأطراف بأن لديها "القدرة على تغيير مسار مستقبلنا".
وقال الناشطون من الشباب: "سيظل الشباب في جميع أنحاء العالم يراقبون ما يحدث طوال هذا الأسبوع. وستتذكركم الأجيال القادمة إما بأنكم مَن توليتم حمايتها أو أنكم مَن خذلتموها وعرضتموها للخطر".
للاطلاع على مزيد من المعلومات، يُرجى التواصل مع:
صموئيل كمبتون
المسؤولة الإعلامي
comptons@who.int / mediafctc@who.int