يتتبع التقرير الثامن لمنظمة الصحة العالمية عن وباء التبغ العالمي التقدم الذي أحرزته البلدان في مجال مكافحة التبغ منذ عام 2008 ، وللمرة الأولى ، يقدم بيانات عن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية ، مثل "السجائر الإلكترونية". يُظهر التقرير أن العديد من البلدان تحرز تقدمًا في مكافحة التبغ ، لكن بعضها لا يحسن التعامل مع منتجات النيكوتين والتبغ الناشئة ولا ينجح في تنظيمها.

يواجه العالم أزمة غذاء اعاتعالمية تؤججها النز وتغير المناخ وجائحة مرض فيروس كورونا. . وفي الوقت نفسه، يزرع التبغ في أكثر من 124 بلداً، ويشغل 3,2 مليون هكتار من الأراضي الخصبة التي يمكن استغلالها لزراعة الأغذية. وتُحوّل هذه الموارد لدعم إنتاج محصول يقتل أكثر من 8 ملايين شخص كل عام، ويضعف الاقتصاد، ويلحق الضرر بالبيئة.

ويتعرض مزارعو التبغ لعدد من المخاطر الصحية، بما في ذلك داء التبغ الأخضر، وهو شكل من أشكال التسمم المهني الذي يسببه امتصاص النيكوتين عن طريق الجلد أثناء مناولة أوراق التبغ الرطبة، والتعرض للاستخدام المكثف لمبيدات الآفات والتعرض لغبار التبغ. وتعاني البيئة أيضاً معاناة كبيرة بسبب إزالة الغابات وتلوث مصادر المياه وتدهور التربة. ويلوث دخان التبغ المنبعث من تجفيف أوراق التبغ البيئة. وترتبط زراعة التبغ أيضاً بعمل الأطفال وعدم المساواة بين الجنسين. وبالنظر إلى أن زراعة التبغ تتطلب عمالة كثيفة ويستغرق نضوج التبغ فترة تتراوح ما بين 8 و9 أشهر، فمن الصعب على مزارعي التبغ زراعة محاصيل أخرى، بما في ذلك المحاصيل الغذائية، في العام نفسه.

يفي هذا التقرير بولاية فريق الدراسة المعني بتنظيم منتجات التبغ التابع لمنظّمة الصحّة العالميّة، المتمثّلة في تزويد المدير العام بتوصيات سليمة علميّاً ومُسنَدة بالبيّنات توجّه إلى الدول الأعضاء بشأن تنظيم منتجات التبغ. ويعرض هذا التقرير نتائج ومداولات وتوصيات فريق الدراسة في اجتماعه الحادي عشر بشأن خمس ورقات معلومات أساسيّة، تناولت القضايا الناشئة في تنظيم منتجات التبغ، مثل الطرق الأحدث التي يتمّ بها الترويج للنيكوتين غير العلاجي، خاصةً في منتجات النيكوتين، وإيصاله إلى الأشخاص في مختلف الفئات العمريّة، بمن فيهم الأطفال والمراهقون؛ ويرد أدناه بيان المواضيع الخمس التي يتناولها التقرير:

1-    الموادّ المضافة التي تسهِّل الاستنشاق، بما في ذلك عوامل التبريد وأملاح النيكوتين والمنكّهات (القسم 2)؛

2-    النيكوتين الاصطناعي: العلم والمشهد القانوني العالمي والاعتبارات التنظيمية (القسم 3)؛

3-    أكياس النيكوتين: خصائصها واستخدامها وضررها وتنظيمها (القسم 4)؛

4-    المؤشّرات الحيويّة للتعرّض والتأثير والقابليّة للتأثُّر بغرض تقييم أجهزة إيصال النيكوتين الإلكترونية ومنتجات التبغ المُسَخّن، وإمكانيّة تحديد أولويّاتها (القسم5)؛

5-    تسويق منتجات التبغ والنيكوتين غير العلاجيّة عبر الإنترنت والمؤثّرين ووسائل التواصل الاجتماعي والاعتبارات التنظيميّة المرتبطة بها (القسم 6)؛

وينظر التقرير في الأثر المحتمل للاعتبارات الرئيسيّة الواردة في ورقات المعلومات الأساسيّة والمتعلّقة بجهود مكافحة التبغ، ويحدّد الثغرات البحثيّة ويقدّم بعض التوصيات. وتَرِدُ التوصيات المتعلقة بكلّ موضوع من المواضيع التي يتناولها التقرير في نهاية القسم ذي الصلة، ويلخّص القسم الأخير من التقرير التوصيات العامّة لفريق الدراسة. وتتناول هذه التوصيات مباشرةً بعض التحدّيات التنظيميّة الفريدة التي تواجهها الدول الأعضاء جرّاء الإعلان المباشر وغير المباشر عن في الأسواق، ونفاذ منتجات مثل أكياس النيكوتين والمنتجات التي تحتوي على نيكوتين اصطناعي إلى العديد من الأسواق العالميّة. وفضلاً عن ذلك، سيُحدِّث التقرير معارف الدول الأعضاء ويساعد في صياغة استراتيجيّات تنظيميّة فعّالة لمنتجات النيكوتين والتبغ.

ويتاح التقرير لجميع البلدان، ضمن المنتَجات التقنيّة لمنظّمة الصحّة العالميّة (مبادرات المنظمة التي تعود بالفائدة سواء على الصعيد العالمي أو لبلدان كثيرة في عدة أقاليم)، بما يساعد في إحداث الأثر المنشود على الصعيدَين القطري والعالمي.